لم تعد الكلمات أو الصرخات أو حتى الهتافات التى نرددها عالية مدوية تنفع شيئا أو تجدي نفعا ...أو تنقذ أحدا
الشعوب العربية اعتادت على هذا الدور
"الكومبارس الصارخ .. الباكي ... الشاكي لله ضعفه وامتهانه"
لم يحاول أحد يوما أن يلعب دورا آخر أو حتى يؤدي دوره بأسلوب مختلف
والنهاية واحدة في كل مرة مرة
حزينة ضعيفة ركيكة بائسة
بلا معنى وبلا هدف ... وبلا داع
مسرحية ماسخة مكررة ...تصيب بارتفاع الضغط لمن لم يصب بالشلل بعد
لم يعرف زمانا أو مكانا بشرا مثلنا أو أمة كحالنا
لا أحد يستكين أمام قاتله كمثل هذا العربي
لا أحد يجيد التذلل والبكاء والاستجداء كما نفعل
والعجيب أنه لاطائل من البكاء ... ونحن نعرف أنه لا فائدة
ولكننا لا ننفك نبكي ونتباكى يوما ودوما
إن كانت دموعنا تنفع فهي تنفع أصحاب الشماتة فينا
قاتلينا ...
كم يقشعر بدني وأنا أراهم في خيالى يضحكون ويضحكون على حالنا
نهان ..فنبكي
نضرب ...فنبكي
نسحل .. نقتل ...نغتصب
ولا شئ سوى البكاء
أصوات تعلو وتشدو بالنحيب
وأصوات تزداد في صناديق الاقتراع ...لصالح قاتلينا
هذا يقتل فينا أقل ...فلا يستحق سوى الأصوات الأقل
وذاك يقتل رجولتنا بشراسة أكبر وضراوة أعتى ووحشية أشد ...فيستحق أن تمتلئ كفته بأصوات ناخبيه ..
هكذا "تختلف" موازينهم .. وهكذا "تتخلف" موازيننا
هم يولون على رؤؤسهم من يقتل فينا أكثر
نحن أيضا نولى من يقتل فينا أكثر ...
الفرق أنهم يولون قاتلينا بالانتخاب .. ونحن نفعلها بالانتحاب
ويخرج القتلة من هنا وهناك لعقد صفقات وصداقات
أمريكية ...صهيونية ..عربية
الكل سواء ...والكل شريك
القاتل فاعل ...والشريك قاتل
كلنا نقتل الفلسطينيين
بالخنوع ..والخضوع والصمت
بالاكتفاء بالمشاهدة وذرف الدموع الضعيفة الذليلة
نحن أبطال تلك الملحمة المآسوية القائمة في غزة
وغير غزة.... وغير عزة
نحن الضعاف الذين تخلوا عن كافة أسلحتهم في مواجهة كرابيج مشرعة فوق صدورنا ومسلطة على رقابنا
نحن ارتضينا الذل لأنفسنا ...أمام الضعيف قبل القوي
نكره الموت ونبكي حين نراه .. على الرغم من كوننا لم نحيا يوما كما يحيا البشر ... أو حتى البقر
حتى البقر يمتنع عن اللف والدوران في السواقى إذا منعوا عنه الطعام ..
ولكننا ارتضينا أن نموت جوعا ...حتى قبل أن يفكر قاتلينا في اتخاذ خطوة تصفيتنا ..
نحن المركوبين والمنساقين من حفنة أوغاد وعملاء لو كانوا في زمانا آخر أو مكانا مختلف
...لما توصلوا حتى لركوب حمارة عرجاء ...إلا أنهم هاهنا ..وعندنا فقط .. وحصريا
يركبون شعبا
هؤلاء الذين يبتسمون في التصويرة مع أولمرت
ويشدون على يد ليفنى وهي تهدد بـ"سحق" غزة
الحر فقط يرى هؤلاء كلاب حراسة ..
أو حتى قل حراسا للكلاب
ولكن أمثالنا من العبيد ..نراهم سادة وساسة وصناع قرار
لازلنا نقيمهم فوق رؤوسنا ... ولازلنا نستمع لكذباتهم
لازلنا نستمتع ببكائنا ... ونتباهى بتنظيرنا ونظرياتنا العقيمة
لا زلـنـا نناقش ونسأل ونتسائل ...
من على كل الحق ومن على كل الصواب
فتح ... حماس ....مصر ....ليفنى ...بوش....نصر الله....رايس ... مبارك ...باراك ...هنية ... دحلان
كفى سؤالا وكفى بكاءا
الحقوق لا تعود على أيدي البكائين
... فقط نحتاج الكثير والكثير ... وأمثال هذه الأطنان من الدموع ... نحتاج العمل ... نريد حلا العمل ليس في غزة
الأشراف من الرجال بحق يعرفون كيف يقامون هناك
الفلسطينيين فقط يعرفون كيف يدافعون عن أرضهم وعرضهم
حتى أقوى وأشرس الجيوش العنصرية لن تعرف معهم سبيلا
ولن تجد لهم فناءاحتى لو ساعدتها أمريكا ...حتى لو تلقت العون من العرب المتصهينة...لم ولن يستطيعوا أبدا افناء هذا الشعب
العمل يكُ من هنا
من حيث يأن الوقت أن نقتضي بهؤلاء المقاومين في غزة
...قاوموا الطغاة ...وأرفعوا قبضاتكم وأحكموها حول أعناق هؤلاء الجاثمين على صدورنا
انتفضوا وثوروا في وجوه قاتليكم
وقاتلينا كثر
لن ينتهوا عند ليفني ورايس وبوش وأولمرت
ولكن الطريق يبدأ من حيث العباس ...وآل سعود...ومبارك