Thursday, October 16, 2008

زيارة السيد الرئيس

عودنا السيد الرئيس أن يكون سببا في وقف حال الشارع المصري
في كل مرة ينوي سيادته أن يزور أو يستقبل ....يفتتح أو يتحفنا بخطبة من خطبه العقيمة
ونحن لا ننكر عليه حقه في القيام بما يحلو له
وخاصة بعدما أدرك المصريين جميعا كم يعاني سيادته من متاعب الرئاسة اللامتناهية
"فسيادته مثلا وعلى حد قوله " لا يستطيع الذهاب للسينما أو الرستورانت
نحن نؤيد حق سيادته في النزول للشارع
ولكن ما ينبغي إعمال العقل فيه هو ميعاد وتوقيت النزول
فلو سألت أي نزيل من نزلاء مستشفى العباسية عن الميعاد الأنسب لنزول الموكب الرئاسي
واعطيته معطيات تفيد بأن اليوم إجازة رسمية
والغد هو يوم عمل ودراسة رسمي تتكدس فيه الشوارع ببنى البشر
سيجاوبك بلا تردد أن اليوم "الإجازة"هو الأفضل
ولكن لأن أحدا في مفكري ومخططي نظامنا الحاكم الجاثم ليس نزيلا في العباسية
فهم يختارون دوما أكثر الأيام إزدحاما وتعطيلا للناس عن مصالحهم وللطلبة عن دراستهم
لتنزل فيها سيارات موكب الرئيس للشارع
وما أدراك ما موكب الرئيس في الشارع
تتجمد في مكانك من قبل حتى أن يغادر مبارك فرشته يمكنك ساعتها أن تتقوقع داخل سيارتك وتبدأ في استكمال ما فاتك من نوم في البيت
فأمام الرئيس الكثير ليقضي حاجته ويشرب شايه ويتناول إفطاره ويسخن العربية والشغل ده
ولا تجد غير سيارتك بديلا لو كنت سائقا أو راكبا
فحتى لو جربت شارعا آخر ستجده مغلقا بالضبة والمفتاح لدواعى تأمين الموكب
حتى مترو الأنفاق يتوقف عن العمل
هذا إن أفلحت أصلا في النزول من سيارتك دون أن تصيبك رصاصة من القناصة المحاصرين لكل مكان تسير فيه سيارة سيادته
أو تلقى على قفاك صفعة من أحد رجال الداخلية البواسل والمسئولين عن تأمين الموكب
وما أكثرهم حينها
الذي كان في شوارع القاهرة يوم 7 أكتوبر بالتأكيد عانى من كل ذلك حين قام سيادته بزيارة قبري ناصر والسادات
"طب السادات ماشي ......بيزور عبد الناصر بأمارة إيه"
بالتأكيد شاهد كم موظفا تأخر عن عمله وكم طالب تأخر عن دراسته
بالتأكيد استمع إلى لعنات وسبات لم يسمعها طيلة أيام حياته
بالتأكيد يسمع آنات المرضى المكدرين حتى يمر الموكب القيصري
الغريب أن النظام لا يتعلم من أخطاؤه أبدا
ويكرر هذه الغلطة كل مرة
حتى أن مبارك يزور أسوان الآن
ولأن الريس بييجي والخير بييجي معاه
فقد أصدر المحافظ قرارا بمنح إجازة 3 أيام لـ3 مدارس
وذلك لتسكينها بجنود وقوات الأمن المركزي المرافقين والمسئولين عن تأمين الزيارة
هذا ينتقل بنا إلى نقطة آخرى
لماذا كل تلك الأعداد الضخمة من الجنود والقوات للحراسة
ومن أي شئ يحرسونه
إذا كان الرئيس يعرف أن زيارته ومواكبه تتعرض للخطر
فيجب أن يستنتج بذكاؤه المعهود وحكمته التى يفلقنا بها محمد على ابراهيم يوميا
أن لا أحد يحبه ولا أحد يريده
فليتنحى أو يستقيل أو يذهب بعيدا
أو حتى على الأقل يوقف زياراته وجولاته ومواكبه
فلا يصبح كالضيف الثقيل الذي ينزل بأهل بيت يعرف كم يكرهونه ولا يطيقونه
ثم ماذا يقدم الرئيس بزيارته
ما النفع الذي يتحقق على الأماكن التى يزورها الرئيس
قد يكون النفع أن يحبس رجالها وتغلق محلاتها وأبواب رزقها وحتى المقاهي والأسواق
وفي النهاية تجد أن الرئيس ذهب لافتتاح كوبري أو محطة صرف صحي كان يمكن للمحافظ أن يفتتحها
دون أن يكلف الأمر أحدا شيئا
لا نقود تصرف لزوم الفشخرة والمواكب
لا عطلة لأصحاب الأعمال والموظفين وحتى الطلبة في مدارسهم
لا زحام في الشوارع ولا تكديس في المرور
غير أنك قد تفاجئ أن سيادته يفتتح مشروعا قد افتتحه من سنين عدة
"لدرجة أنك ستشاهد يوما السيد الرئيس
وهو يفتتح "قناة السويس