كل يوم يزداد عدد قتلى حادث الدويقة
في وسط تخاذل حكومى وأمنى صارخ
لكل بصير أو حتى ضرير
والكل يعرف ما سيحدث في الأيام المقبلة
ستمر كارثة الدويقة رغم رائحة الموت في المكان
وتسوية الأرض بمن تحتها من جثث مواطنين لزيادة تكاليف البحث والإنقاذ
مع أن التكاليف التى أنفقت حتى الآن لا تقارن بما ينفق في مسلسلات البحث عن العرش
"من بطولة الوجه السمج "جمال مبارك
ستمر الخيبة دون محاسبة أو ظهور أحد من شلة السلطة والحكم ليعلن مسئوليته ولو المعنوية.. ويتقدم باستقالته
ستفوت كما فات الكثير والكثير من قبل
وستنسى كما نسي الأكثر
لأن المتهم الأول والأخير في هذه القضايا هو رأس هذا النظام الجاثم فوق صدورنا
والمشرع سياطه على ظهورنا
المتهم هو الرئيس ولا أحد يحاسب أو يجرؤ أن يحاسب الرئيس
في كل كارثة حكومية تحدث على أرض مصر يخرج علينا مهرجي السلطة وصحفيوا النظام المسبحين بحمده والمقدسين باسمه
ليخبرونا أن الرئيس يتابع الموقف بنفسه لحظة بلحظة
الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة
ويشاهد ويقرأ عن قوات الأمن التى لا تتحرك من مكانها وتفرض طوقا أمنيا على منطقة الحادث
شغلها الشاغل هو منع تظاهر الأهالى ولا هم لهم سوى ذلك وليموت من يموت تحت الأنقاض
الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة
ولا يكلف خاطره بزيارة منكوبى الكارثة
الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة
ويشاهد قوات أمنه تقتحم مخيمات المنكوبين وتعتدي على الأهالى وتطردهم حتى من خيمة الإيواء
الرئيس يتابع لحظة بلحظة
ولا يحاسب أحدا أو يضحى حتى بأحدا من رجاله المتسببين في مثل هذه الكارثة
الرئيس يتابع لحظة بلحظة
ويشاهد أمهات تدمع أعينهن دما على أطفالهن الذين رفض البيه الظابط أن يسرع لانتشالهم من تحت الأنقاض
"الأم تقول للظابط أن ابنها اتصل بها من تحت الانقاض والبيه الظابط يقول "دول بيستهبلوا
ليست تلك هي الكارثة الوحيدة التى يتابعها الرئيس
فقد تابع من قبل كارثة مثل كارثة حريق مجلس الشورى
ولأنه يتابع لحظة بلحظة
فبالتأكيد شاهد رجال الاطفاء يتبخترون وهم يؤدون تمثيلية الاطفاء
أو تابع الموقف من بدايته ليرى أن مبنى استراتيجيا كمجلس الشورى لا يمتلك جهاز إنذار أو منظومة متكاملة لإطفاء حريق تافه
"نشأ من ماس كهربي "لو صدقوا فيما قالوا عن أنه ماس كهربي
ورغم متابعة الرئيس لا يجد من يحاسبه
يتابع الرئيس فضائح رجال أعمال نشئوا في كنفه وتربوا مع نجله
فضائح تكفي لدفن الرأس في الرمال
ولكن الرئيس يتابع كل شئ لحظة بلحظة
ويعرف كل شئ
كل شئ عن كل شئ
المصيبة أن سيادته
عارف وساكت
إذا ماذا سيحدث في الايام المقبلة
سيبقى الوضع كما هو عليه
ويبقى الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة..
لكن بدون فائدة في النهاية..
فالكل في موقعه..
ولا أحد يحاسب أحداً