شهدت مصر في الفترة الأخيرة انتفاضات عمالية كبيرة سواء في المحلة أو كفر الدوار أو غيرها
كما أن الحركات الاحتجاجية لم تقف عند حد العمال بل امتدت إلى قطاعات أخرى متعددة
مدرسي الأزهر
وموظفي الأوقاف
ومظاهرات سكان قلعة الكبش
ومظاهرات البرلس وقرى العطشى
وغيرها من الحركات والوقفات الاحتجاجية الشبه يومية
من أجل مطالبات اجتماعية هامة وضرورية
لكل من رفع صوته مطالبا بحق في تلك المظاهرات
كل هذا شئ جميل لاستعادة بعض الحقوق المسلوبة منا
والتى تظل قابعة في أحضان الحكومة والنظام حتى يصرخ أصحابها مطالبين بها
عن طريق الاعتصام أو التظاهر أو حتى الإضراب
ولكن الغريب أن تجد نظرة بعض مثقفينا للشعب
في كونه شعب ضعيف خانع وخاضع خائفا مرتعدا
ويعلقون على الانتفاضات السالف ذكرها بأنها جزئية ومحدودة
في أماكن محددة
أو في صناعات محددة
ومطالبها اقتصادية في المقام الأول
فالعمال يطالبون بزيادة الأجور
والمدرسين يطالبون بالكادر
وتدور كافة الاحتجاجات و الحركات الشعبية حول حاجات اجتماعية
فلا تتخطى المطالب
بدل طبيعة عمل
ماء وعطش
صرف صحي
فصل من العمل
معارضة تركيب محطات محمول
لا يدرك مثقفينا أنها مطالب أساسية لأي مجتمع
وبطبيعة الحال لها مردودها السياسى الهام
فحين تنجح حركة مطالبة بحق اقتصادي أو اجتماعى
فإن ذلك يؤيد ويقوي ويساند قطاعات مختلفة في أماكن شتى على التكاتف والتعاون في العمل من أجل مطالبهم
والحركة الناجحة ذاتها سوف تسعى وتطمح لممكاسب آخرى أكبر من الأولى
وينتشر هذا السرطان الحميد في جسد الشعب كله
وينتقل من مكان لآخر
وقتها سيحمتى الناس بقوة تعاونهم
وتشتد قوة الحركات الشعبية
ويتخلص أصحاب الحقوق من سارقى حقوقهم وآكلى مال النبي
الحركات التى قامت والتى ستقوم تتحول بشكل طبيعى وتلقائي
من الملف الاقتصادي للملف السياسي
فالأجور سياسة
والسكن سياسة
والماء سياسة
ورغيف الخبز سياسة
والكادر سياسة
وحين يحدث هذا التحول من الحركة الشعبية الاجتماعية
إلى الحركة الشعبية السياسية
سوف تكون حركة شعبية قوية
ناضجة
مكافحة
شعبنا ليس خانع كما يحب البعض أن يصفه
فقط هو يقوى تدريجيا
يوما بيوم
وفي النهاية
المصريون قادمون