في حين يقول العالم كله ان معبر رفح مغلق بالضبة والمفتاح
تجد كثيرا من المصريين يحلفون لك بالدنيا والدين أن المعبر مفتوح عالبحري
و المساعدات لا تتوقف عن الدخول بسهولة ويسر ناحية الفلسطينيين
"واننا عملنا اللي علينا هم عايزينا نعمل ايه اكثر من كدة"
هذا ما سماه جدي وجدك بالزن عالودان اللى أمر من السحر
وساحر الحكام في أيامنا هذه هو الإعلام وإذا كنت ترى فحولة للاعلام ... فابحث عن خراب العلام
ومع علام وثقافة وطيابة كالتى يتمتع بها المصريين
كان اللعب على الغيرة الوطنية
اللعب في منطقة "مصر في خطر" وملعب "مصر أولا" ودوري "الكرامة المصري"
وكأس "الرمز المصري"
حتى وصلنا لمرحلة أصبح من يدافع عن غزة ومن يدعو لنجدة أهلها عدوا ...خائنا ...وعميلا
"أو على حد قول الوزير الحقل في اسطنبول"مصر تتعرض لحرب
"هو نفسه الذي قد قال سابقا "اللى هيعدي الحدود ...هنكسر رجليه
لا أعرف أين يختبئ الوزير الحقل حين يتعرض الجنود على الحدود لرصاصات الصهاينة
وأين كان سيادته حين قتل البمبوطي المصري في قناة السويس على أيدي الأمريكان
وهكذا تتحول القضية من وقف العدوان الصهيوني على غزة
بل وقف الهجمات الفلسطينية على الأراضي المصرية والسيادة المصرية
ولتحترق غزة في نيران الجحيم
لا أحد يأمل في أن يتحلى السادة الزعماء والمسئولين بالوطنية أو بالقليل من الكرامة
والكل يعرف أنهم يكذبون وكلهم يعرفون أن الكل يعرف أنهم يكذبون وبالطبع يعي الجميع أن مصالحهم هي الأساس
ولتذهب مصلحة مصر إلى أقرب محامي
ولكن ما يسطر هنا تنبيه للمصريين شعبا لا حكومة
ما تفعله آلة الحرب الصهيونية من عدوان بري وجوي وبحري ضد غزة هو اكبر تهديد للامن القومي المصري
وما يفعله النظام المصري ليس سوى خدمة تقدم للصهاينة مع بعض ادعاءات الوطنية وكلام على شاكلة الداعم الأول والتضحيات المصرية
في حقيقة الأمر المسئولين في مصر منتشين وشامتين بما تفعله الضربات الصهيونية بالمقاومة في غزة
حتى دموع التاسيح فشلوا في أن يذرفونها حتى ولو تمثيل علينا
ما يفعلونه هو محاولة تحليل الموقف سياسيا هروبا من مسئوليتهم عن أمن مصر القومي من ناحية الشمال الشرقي
وفي نفس الصورة يظهر النظام متورطا في حالة من الغباء السياسي والذي تسبب به انعدام وزن ودور وفاعلية مصر في المنطقة
وأبرز دليل على هذا محاولات تبرير اغلاق المعبر بـ"وجود احتلال" في غزة
" بعد ان كان يركز على التمسك بالاتفاق بين السلطة المصرية والفلسطينية "عباس
اما الاحتلال فغير موجود في الاصل اللهم الا في مخيلة المسئولين المصريين
الذين يناقضون أنفسهم عندما يتكلمون عن سيطرة حماس على غزة
وحتى لو كانت غزة محتلة
فليفتح الجانب المصري من المعبر
ولنترك الفلسطينيين ومن يريد ان يذهب اليهم لمواجهة مصيرهم
ولا يتحمل ساعتها أحدا في النظام المصري شيئا
فقط كل ماعليهم فعله ساعتها هو اطلاق بعض التحذيرات
وفي هذه الحالة فالنظام المصري يجيد التحذيركما كان يكتفي بتحذير الفلسطينيين من تفاقم الوضع ...وسوء الأحوال
حجة خايبة آخرى تقول
"معبر رفح مفتوح من الجانب المصري ومغلق من الناحية الفلسطينية"
وبالطبع هذا استغفال للرأي العام المصري والعربي
إن كان للمصريين أو العرب رأي في الأساس
عاما وجد أو خاصا
فإذا كان واقع الحال يحكي ألا وجود لأي قوات فلسطينية على الجانب الآخر من المعبر
وواقع القصف الصهيوني الجوي منه والبري يقول أنه تم تدمير منازل مسؤولي حماس
وغير البيوت دمرت كل مواقع الشرطة والوزارات والمجلس التشريعي الفلسطيني
والغارات لا تنفك أصواتها تدوي على طول وعرض محور صلاح الدين للقضاء على الانفاق الفلسطينية
وسؤال يخص هذه الحجة
إذا كان المسؤولين في مصر يقولون أن المعبر مغلق من الجانب الفلسطيني "حماس"
فكيف يعودون ويهددون بخطر اقتحام حماس للحدود واقامة دولة في سيناء
"أما عن أخيب الحجج وأكثرها اثارة للسخرية ومدعاة لاطلاق "الشخرات الاسكندرانية
أن معبر رفح مخصص لمرور الاشخاص وليس الشاحنات
ولا كأننا شاهدنا من قبل حافلات تعبرالطريق ذهابا وإيابا
وحتى لوكان كما يقولون فما المانع من أن تفتتح الحكومة المصرية معبرا للشاحنات بجانب معبر الأفراد
أعتقد أنه أفضل بكثير من بناء سور حدودي بطول عشرة كيلومترات وارتفاع ثلاثة أمتار فقط لمنع الفلسطينيين من العبور
فرضا آخر سنصدق فيه ان المعبر مخصص لعبور الأفراد
فلماذا...وحتى الآن ...لا يعبر الأفراد ؟؟؟
هناك الكثير والأكثر ممن يودون دخول غزة تلبية لنداء الجهاد
هناك جوعى بحاجة لغذاء وبحاجة لمن يصل به اليهم هناك
جرحى بحاجة لرعاية طبية وجراحية
حتى أن هناك مقاومين بحاجة للسلاح لاستكمال مهمتهم في الدفاع عن أنفسهم ضد من يغتصبون أرضهم
إلا إذا كان النظام المصري يرى في تواجد الجيش الصهيوني وانتصاره في غزة
حماية لأمنه وسلامته واستقراره وتوريثه
لا أعرف كيف يمكن تبرير منع الاطباء من الدخول للقيام بواجبهم
بينما يسارعون بارسال الاطباء والمساعدات لاغاثة بلاد في اقاصي البلاد...وأعادي العباد لمواجهة كوارث طبيعية
أم أن هناك كارثة أكبر من تلك التى تدور في غزة ؟؟؟؟
للمرة المليون
ليس مطلوب اعلان حرب
اسحبوا سفيرا أو أطردوا آخر
أوقفوا غازا يحرق أطفالا
اغلقوا مضيق العقبة
أو قناة السويس
وهذه الاجراءات بجانب فتح معبر رفح
هي الكفيلة بنصرة هؤلاء المستبسلين في غزة
ليس عيبا في النظام المصري أن يكون خادما للصهاينة والأمريكان
فقد اعتدنا على ذلك
العيب الحقيقي أن يفلس النظام حتى في تبريره لأخطاؤه وخطاياه
العيب الأكبر أن يردد الشعب المصري هذه التفاهات