أغرب مافي الأمر هي تلك التصريحات التى تخرج من بعد وقوع المصائب والكوارث الجسام
فبعد كل فضيحة للداخلية بقيادة الوزير الهمام حبيب العادلى
يفاجئنا جهاز الداخلية الإعلامي بتبريرات وتصريحات غريبة الشكل عجيبة المضمون
والحجج الجاهزة لدي أي مسئول فاشل تتلخص في قولين
أحدهما ...أن الأمر لا يخرج عن كونه استثناء وليس كل رجال الداخلية بهذه الصورة التى يخرج بها الاعلام على الناس
والآخرى القائلة بأن مايحدث في مصر يحدث في بلدانا آخرى أكثر ديمقراطية وأكثر حرية
ولو استعرضنا الحجة الأولى لوجدنا أنها حجة خايبة ولا تحتاج لاحصائيات وأرقام كما يدعي زبانية الداخلية
والاعلام "الحر" برئ من تهمة التهويل والتضخيم
فيكفيك أن تسأل أي من مواطني الشارع البسطاء عمن يخافوا أكثر اللص أم الشرطي
ستجد نسبة كبيرة تتجاوز الخمسة بالمائة يخبرونك أنهم يخافون اللص أكثر
وإني لأقسم أنهم كاذبون أو أنهم فهموا منك وأنت تسألهم أنك مباحث فخافوا أن يجيبوا اجابات تودي بهم إلى قسم شرطة ما
وما أدراك ما قسم الشرطة في عيون هؤلاء
قسم الشرطة هو سلخانة التعذيب أو أقل القليل هو المكان الذي لن يجد فيه المواطن العادي كرامته وانسانيته
"قال يعني هو كان لاقاها برا"
رجل الشرطة بالنسبة لرجل الشارع البسيط
هو ذلك الشخص اللذي يرتدي زيا رسميا ويحمل سلاحا أميريا
يستخدم زي وسلاحه في تكدير صفو الناس
بداية من الشباب على النواصي الذين يفاجئون بالسيد الأمين فوق رؤوسهم وهم يدخنون الحشيش أو البانجو
فيضطرون أن يخرجوا ما في جيوبهم من "لحاليح" تلحلح الباشا الأمين وتجعله يتغاضى عن الأمر برمته
"أو يقضم الشاب قطعة من "الصباع" ويمسي بيها على سيادته ويفقد الشباب جزءا هاما من "التكييفة
وهكذا يفعل الشرطي في الأفراح الشعبية
يُِقدّم البلاغ ضد أصحاب الفرح لأنهم ازعجوا السكان
وتأتى سيارة الشرطة لينالوا من الحظ جانب وينصرفوا لاستكمال ليلتهم في فرح آخر أو مع مجموعة شباب ضّريبة آخرى
وهكذا يفعل الشرطي مع سيارات النقل الجماعى التى تجوب شوارع القاهرة
ينطلق السائق بسيارته محملا إياها بصنوف وصنوف من البشر مرصوصين كقوالب الطوب
إلى أن يفاجئا بالأمين قادما نحوه
يلتفت التفاتة ذات معنى للتباع قائلا في بجاحة
"الخمسة جنيه ياض"
وتنتقل الجنيهات الخمسة من يد التباع ليد السائق لجيب الأمين
في وسط دعوات الركاب بأن يهلك الله الظالمين بالظالمين
"السائق والأمين ...والتباع"
المواطن البسيط لا يرى أتباع العادلى إلا وهم يقبضون على الشيخ الفلاني في عز الليل ومن قلب سريره ومن حضن مراته
يستمع لشكوى ابنه بعد أن أهدر ضابط حرس الكلية كرامته أمام زملاؤه
يشاهد في التلفاز رجال يتشحون بالسواد يسمون بـ"الأمن المركزي" يسحلون مواطنين ومواطنات عاطلين وقضاة
بمناسبة الأمن المركزي ... يقال أنه اكتسب هذا الإسم لأنه يؤمن أصحاب المراكز ويحمي مراكزهم وكراسيهم
نرجع لموضوعنا
نفس المواطن يقف في كمين للداخلية على إحدى الطرق ليفتشه الضابط أو الأمين تفتيشا ذاتيا يخرج فيه المواطن من ملابسه
ثم تكتشف أنهم يبحثون عن ارهابى فار من العدالة ولكنهم للأسف لم يعثروا عليه لا في جيوب المواطن ولا حتى بين جنبات ملابسه الداخلية
نفس المواطن يحتجزونه بلا مبرر في القسم ولو لم يعثروا عليه لتقفيل قضية ما
فإنهم يلجاؤن لحيلة حقيرة تقتضى الإتيان بما هو مؤنث من بيته
لإجباره على تسليم نفسه
بنته ....أخته.... وتصل أحيانا إلى أمه
ويتعرض الكل لصنوف وصنوف من التعذيب الأم والابن والزوجة والبنت
بدءا من السب والكهربة واستخدام الاجساد كمطفأة للسجائر وحتى وضع العصيان في المؤخرات
ضباط يسحلون قضاة على الأرض وضباط يتحرشون بالنساء والصحفيات
وضباط يشاركون بمنتهى الهمة والنشاط في تزوير الانتخابات
ضباط ولواءات ومأمورين يستعينون بالبلطجية وفرق الكاراتيه لسحل وخطف وحرق معارضى النظام وطلبة الجامعات
وايقاف كل مظاهرة وكل متظاهر عند حده ومحاصرتهم بأعداد غفيرة من الأمن المركزي
لا تجد جنديا واحدا منهم في أحداث التحرش الجنسي ولا يوم حريق حزب الغد أو الوفد
ولا تجده حتى في خناقة عادية تنشب بين المواطنين في الشوارع
الكل يدخن الحشيش في مزاج وانبساط وبسهولة في التداول
لدرجة وصلت بنا إلى أن عدد متعاطيّ المخدرات في مصر وصل لعشرة ملايين نسمة
فتسأل نفسك لماذا هناك تلك الادارة الخاصة بمكافحة المخدرات
قد تسأل نفسك سؤالا مشابها حول إدارة الدفاع المدنى والمطافي
كل هذه الحرائق ولا كيفية لمواجهتها ....حتى أسباب اندلاع الحرائق فلا يعرفون غير الماس الكهربي سببا
ويتكرر السؤال عن مكافحة الإتجار بالسلاح
حين تجد عصابات في الصعيد وفي سيناء يمتلكون سلاحا يكفي جيشا جرارا
ضباط الشرطة في عيون المواطنين هم قاطعى الطريق الذين يحتلون أتخن طريق فيكي يامصر
لتأمين مرور موكب رئاسي أو وزارى أو أي موكب آخر من المواكب القيصرية
ولو علم أصحاب المواكب حقيقة الداخلية وتأكلها من الداخل لأوكلوا بمهمة حمايتهم وكراسيهم إلى جهاز آخر
فللأسف وبعد كل الاستكبار والعنترية والبلطجة التى يفرضها أتباع العادلى على سكان المحروسة الغلابة
تجدهم فاشلين في حماية أنفسهم
فتارة تجد سيارة رئيس المرور مسروقة
وتارة محافظا تسرق جزمته أثناء آداء الصلاة من المسجد الكائن بمبنى مديرية الأمن
وأخيرا تجدهم محاصرين كرهائن من بعض أهالى سيناء
بعد كل هذا يخرج علينا ثلاث من ضباط الشرطة أسلحتهم التى من المفترض أنها وضعت في جوانبهم لحمايتنا
"فتطلق منها الأعيرة على الأبرياء ....الذين أوقعهم حظهم العثر مع ضابط "مزاجه مش كويس
ويخرج علينا كدابين الزفة بحجة أن ماحدث ويحدث هو استثناء
وأن تلك الأمور هي قلائل
قلائل ....بتقولى قلائل
أعتقد أن الإستثناء الموجود في تلك الحالات والقلة الوحيدة المنتمين للداخلية هم القلة الشرفاء
وهؤلاء حقا يستحقون أوسمة ...أو متحفا
.....
أما بخصوص الحجة الثانية والخاصة بأن ما يحدث في مصر يحدث في كثير من بلاد العالم ويتكرر هنا وهناك
فللآسف هي حجة صحيحة مائة بالمائة
يحدث هذا وأكثر في كل بلاد العالم
ولكن المنطق يقول أنه لا يجب علينا اتباع قذارات العالم
لن ينبذنا العالم ولن نجوع ونشقى إذا اختلفنا عن العالم المعيوب هذا بأن أصلحنا ما فينا
ولن نجد حاجة بعدها لأن نعلق أخطائنا على تلك الشماعة البالية
"بتحصل في أحسن البلاد"
منطق آخر يقول
أن مايحدث في أي من تلك البلاد التى يضرب بها المثل
أن المخطئ يحاسب
وليس المخطئ فحسب
بل المسئول الذي فوقه الذي سمح له بارتكاب أخطاؤه وتكرارها
ولنا في "الهند" مثالا على ذلك
فبعد أحداث مومباي الأخيرة
تقدم وزير الداخلية الهندي باستقالته
ولكننا في مصر إذا واجهنا وزير داخليتنا بأي من الفضائح والبلاوي المعروفة لكل بصير وضرير
وطلبنا منه أن يتقدم باستقالته ويرحمنا من طلعة جنابه
أراهنكم أن رده سيكون
"استقيل ....ليه .... انت فاكرنى هندي "