Tuesday, September 9, 2008

السنوات العجاف

بضع وستون يوما وتبدأ المنافسة على العرش الأمريكى
وقليل من الأيام "الدول" بعدها ويغلق البيت الأبيض صفحات بوش الصغير
ليبدأ كتاب التاريخ في تدوين أسوأ فترتي رئاسة عاشتهما الولايات المتحدة نفسها
وعاشها العالم كله
فترتين بقدر ما اكتسبت فيهما أمريكا من حلفاء وخدم وحراس لمصالحها
نالت الكثير من العداء والأعداء
بدأ الأمر حين كانت تصريحات بوش بحربه التى يشنها على الإرهاب
حرب عالمية آخرى"
تدور رحاها في العالم كله
حرب أبعد من العمل العسكري
صراع حضاري يقضى على كل الأعداء
اذا انتصر العدو فيها سنكون أمام شرق أوسط تحكمه دول إرهابية
أنظمته ديكتاتورية مسلحة بأسلحة نووية
"وإذا هزم ينبثق شرق أوسط جديد ونظام عالمي جديد
هكذا كانت حالة الخطاب الأمريكي
خطاب أحيا عصورا من الظلام ظننا أنها ذهبت بلا رجعة
وحاول أن يتجمل في شكل المقدس
بررالجرائم تحت شعارات الديموقراطية والحرية والعدالة
طوال سنوات ساد الكذب وانتشرت الخدع
باسم الحرية انتهكت حقوق شعوب وأفراد
انتشر التعذيب في السجون الأمريكية
أو التى تدار بواسطة الإدارة الأمريكية عن طريق وكلاء لها خصوصا في الشرق الأوسط
حتى أن الأخبار طالعتنا بوجود سجون طائرة
سجنا أبو غريب وغوانتنامو مجرد عنوانين لمعتقلات كثيرة انتشرت في العالم
أجهزة المخابرات الأمريكية والعميلة لها كانت تعتقل من يحلو لها اعتقاله
في أي مكان كان وفي أي زمان شاءت
كل ذلك باسم محاربة الإرهاب
وإرهابا بفزاعة الإرهاب
لوعدنا بالزمان قليلا وحاولنا التذكر
حتما نذكر وزير الخارجية الأمريكي السابق "كولن باول " يخطب في مجلس الأمن
عارضا عليه بعض الرسومات والنماذج لأسلحة يمتلكها العراق
"المتعاون مع القاعدة في أفغانستان والضالع في مشروع لإنشاء أسلحة الدمار الشامل –على حد تعبير باول"
هل يتذكر أحدا كذبة أسلحة الدمار الشامل التى كشفها المفتشون الدوليون
أو الأخرى الخاصة بربط نظام صدام حسين بـ «القاعدة» وتدمير برجي التجارة في مدينة نيويورك
كذبة تعتمد على كذبة تقول أن القاعدة هي من فجرت البرجين
إلا أن المزيد من الكذب استمر
وحان وقت الحديث عن تحرير العراق من الديكتاتورية وتحويله الى واحة للديموقراطية
منه تنطلق ليعم خيرها على الشرق الأوسط "الجديد"تبحث في الواقع فتجد "القاعدة" دخلت مع الاحتلال
أتيحت لها فرصة ذهبية لتحويل العراق مع الميليشيات القادمة من إيران
الى مركز لبداية ونشر الصراع المذهبي والطائفي ولكم في لبنان مثالا
بعد سنوات من الكذب
يستعد بوش للنزول عن مكانه البيت الأبيض
: مخلفا وراءه انجازات كبيرة
تنظيم «القاعدة» وسع نشاطاته من باكستان الى الخليج العربي
بعد أن أوشك على استعادة كامل قوته في أفغانستان
العراق ما زال غارقا في فوضى المذاهب والطوائف المتصارعة على السلطة
أصبح الشرق الأوسط الجديد مرتعا خصبا للديكتاتوريات الحاكمة
وكان الثمن مئات الألوف من القتلى في العراق
وإعادة بلاد ما بين النهرين الى ما قبل القرون الوسطى

وتهديد بحرب أخرى لضرب النظام الإيراني وحلفاء أمريكا فيها دول عربية
ستكون تلك الدول هي الخاسر الأول والأخير
ويبقى لأمريكا هدفها الأول والأخير
النفط وآباره
هذا ما فعلته أمريكا وذاك ماتنوى فعله
.
.
أعرف أن الكل يعرف ما سطر بالأعلى
ولكن وجب التذكير بالأمر حتى لا تتمكن منا آفتنا الأزلية
"النسيان"

6 comments:

مصطفى محمود said...

ذكر ..فان الذكرى تنفع المؤمنين

mashahed said...

Very nice article Comrade!
Keep up the great work

Nairy said...

تسلم يا تشي شريف...متابعاك على طول والله

حـنــّا السكران said...

المقال حتى لو عرفنا كل كلمة فيه ..هام جدا يا تشي ..و تسلم إيدك بالفعل على كل هذه الإضاءات التي يجب أن توضع نصب أعين الناس دائما و أبدا ..
التاريخ سيكتب عن جورج بوش بأحرف سوداء و حمراء بلون الدم .. حتى لو كان المنتصر هي من يكتب التاريخ .. لأن بوش لم ينتصر يوما ..و إن شـُـبـّه لهم .
ـ تحياتي يا صديقي و يعطيك ألف عافية .

وائل مصطفى said...

مش هتفرق صدقنى

كلهم زى بعض فى النهايه

تسلم الايادى يا شريف

Che_wildwing said...

مصطفى محمود
المؤمنين
كلمة السر دي
معندناش اي حد في مصر بيؤمن بأي حاجة



مشاهد
احنا بس عايزين ننول الرضا


نايرى
يافندم ده شرف لينا

حنا السكران
يقول على بن ابى طالب
لولا أن الكلام يعاد لنفذ
الكلام كثير لكن ليس هناك من يعى ياصديقى
فقط نحفظ ونردد
ولا مكان للأفعال
نورتنى



وائل
ازيك ياعريس
منورنى
كلهم زي بعض أو مش زي بعض مش هتفرق كتير
لان احنا زي مانتا عارف هنفضل زي ماحنا