Monday, September 15, 2008

عارف وساكت

كل يوم يزداد عدد قتلى حادث الدويقة
في وسط تخاذل حكومى وأمنى صارخ
لكل بصير أو حتى ضرير
والكل يعرف ما سيحدث في الأيام المقبلة
ستمر كارثة الدويقة رغم رائحة الموت في المكان
وتسوية الأرض بمن تحتها من جثث مواطنين لزيادة تكاليف البحث والإنقاذ
مع أن التكاليف التى أنفقت حتى الآن لا تقارن بما ينفق في مسلسلات البحث عن العرش
"من بطولة الوجه السمج "جمال مبارك
ستمر الخيبة دون محاسبة أو ظهور أحد من شلة السلطة والحكم ليعلن مسئوليته ولو المعنوية.. ويتقدم باستقالته
ستفوت كما فات الكثير والكثير من قبل
وستنسى كما نسي الأكثر
لأن المتهم الأول والأخير في هذه القضايا هو رأس هذا النظام الجاثم فوق صدورنا
والمشرع سياطه على ظهورنا
المتهم هو الرئيس ولا أحد يحاسب أو يجرؤ أن يحاسب الرئيس
في كل كارثة حكومية تحدث على أرض مصر يخرج علينا مهرجي السلطة وصحفيوا النظام المسبحين بحمده والمقدسين باسمه
ليخبرونا أن الرئيس يتابع الموقف بنفسه لحظة بلحظة
الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة
ويشاهد ويقرأ عن قوات الأمن التى لا تتحرك من مكانها وتفرض طوقا أمنيا على منطقة الحادث
شغلها الشاغل هو منع تظاهر الأهالى ولا هم لهم سوى ذلك وليموت من يموت تحت الأنقاض
الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة
ولا يكلف خاطره بزيارة منكوبى الكارثة
الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة
ويشاهد قوات أمنه تقتحم مخيمات المنكوبين وتعتدي على الأهالى وتطردهم حتى من خيمة الإيواء
الرئيس يتابع لحظة بلحظة
ولا يحاسب أحدا أو يضحى حتى بأحدا من رجاله المتسببين في مثل هذه الكارثة
الرئيس يتابع لحظة بلحظة
ويشاهد أمهات تدمع أعينهن دما على أطفالهن الذين رفض البيه الظابط أن يسرع لانتشالهم من تحت الأنقاض
"الأم تقول للظابط أن ابنها اتصل بها من تحت الانقاض والبيه الظابط يقول "دول بيستهبلوا
ليست تلك هي الكارثة الوحيدة التى يتابعها الرئيس
فقد تابع من قبل كارثة مثل كارثة حريق مجلس الشورى
ولأنه يتابع لحظة بلحظة
فبالتأكيد شاهد رجال الاطفاء يتبخترون وهم يؤدون تمثيلية الاطفاء
أو تابع الموقف من بدايته ليرى أن مبنى استراتيجيا كمجلس الشورى لا يمتلك جهاز إنذار أو منظومة متكاملة لإطفاء حريق تافه
"نشأ من ماس كهربي "لو صدقوا فيما قالوا عن أنه ماس كهربي
ورغم متابعة الرئيس لا يجد من يحاسبه
يتابع الرئيس فضائح رجال أعمال نشئوا في كنفه وتربوا مع نجله
فضائح تكفي لدفن الرأس في الرمال
ولكن الرئيس يتابع كل شئ لحظة بلحظة
ويعرف كل شئ
كل شئ عن كل شئ
المصيبة أن سيادته
عارف وساكت
إذا ماذا سيحدث في الايام المقبلة
سيبقى الوضع كما هو عليه
ويبقى الرئيس يتابع الأمر لحظة بلحظة..
لكن بدون فائدة في النهاية..
فالكل في موقعه..
ولا أحد يحاسب أحداً

5 comments:

jehan said...

اذكر فيما اذكر

ان جة وقت على مصر كانت حوادث المواصلات زى الرز واخرها كانت حادثة قطر جامدة جدا وانا قلت اكيد اكيد اكيد
وزير المواصلات هيستقيل او الريس هيشيلة
ولكن ما فيش حاجة اتغيرت

بدات اشك ان جملة دوام الحال من المحال

موجودة فى مصر او حتى فى حد سمع عنها

حياتي كلها لله said...

السلام عليكمد
ربنا يرحمنا و يرحمهم
لازم علي الاقل ندعيلهم ده إحنا في الشهر الكريم
أنتظر زيارتك ....لدوام التواصل
تحياتي
د/سلمي

Che_wildwing said...

جيهان

كويس انك فاكرة
اصعب حاجة عندنا في مصر
كما طرها الرائع نجيب محفوظ في الحرافيش
"ولكن آفة حارتنا النسيان"
نورتي




حياتى كلها لله
وعليكم السلام
على دعائك أؤمن ولدعوتك لا أجد سوى القبول بإذن الله
نورتى

مصطفي النجار said...

نعم هو يتابع
ويراقب عن كثب
ويقف علي اخر التطورات
ويطلع علي المستجدات
وتوافيه الاخبار
ولا يفعل شيئا

Che_wildwing said...

د/مصطفى النجار
منور يا باشا
لا اعتقد انه يراقب ولا يفعل شيئا
بالأحرى هو يوجه ما يحدث أو ينفذه رجاله