بقلم مجدى مهنا ٢٠/٣/٢٠٠٧
يا مثبت العقل والدين يارب..
فالمشهد العبثي الدائر حاليا تحت قبة مجلس الشعب يصيب أي عاقل بالجنون، ويخرج الحليم عن حلمه..
فكل الاقتراحات المقدمة من نواب المعارضة والمستقلين تم التصويت عليها بالرفض في مجلس الشوري، ثم بالرفض من جديد في مجلس الشعب، وكأنها اقتراحات مقدمة من حثالة البشر، أو من جماعة الكفار..
وكأن التعديلات الدستورية التي طرحها الرئيس مبارك هي تعديلات تتحدث عن حق إلهي أو هي وحي نزل به سيدنا جبريل عليه السلام علي السيد الرئيس..
فالتعديلات التي يرفض نواب الأغلبية أي مساس بها أو اقتراب منها هي عبارة عن وحي من السماء، اختص بها الله سبحانه وتعالي السيد الرئيس دون بقية البشر.
أستغفر الله، فالقرآن الكريم أخبرنا بأن محمدا «صلي الله عليه وسلم» هو خاتم الأنبياء والرسل، ولن يكون هناك نبي من بعده، فكيف يكفر نواب الحزب الوطني بالقرآن الكريم، وبما أنزل الله من آيات بينات، وكيف يشككون في أن الرسول الكريم هو آخر الأنبياء؟
إن الطريقة التي تعامل بها مجلس الشوري ورئيسه صفوت الشريف، والتي يتعامل بها حاليا مجلس الشعب ورئيسه فتحي سرور، توحي بأن تعديلات الرئيس مبارك هي نصوص سماوية يجب الاعتراف والتسليم بها، ولا يجوز لبشر ولا كائن من كان أن يعدل فيها أو يقترح عليها أو حتي يتكلم أو يفتح فمه.
لقد وضع نواب الحزب الحاكم الرئيس مبارك في مصاف الأنبياء والرسل، مع أن الرئيس مبارك هو نفسه الداعي إلي فتح حوار بين فئات المجتمع وقواه السياسية حول التعديلات المقدمة منه.
والرئيس مبارك يتابع كل ما جري ويجري حاليا، ومع ذلك فهو لا يريد أن يتدخل لوقف هذه المهزلة، ولا أن يقول لنواب الوطني، لا تعاملوني علي أنني رسول، ما أنا إلا بشر مثلكم، وما أقترحه من تعديلات ليس كلاما منزلا من السماء، فهو كلام بشر قابل للصواب والخطأ، ومن المصلحة تعديله أو طرح اقتراحات بديلة له.
ولولا أن القرآن الكريم أخبرنا بأن الرسول الكريم هو آخر الأنبياء، لسجدنا وركعنا للرئيس مبارك، فسيادته طبقا لرأي نواب الوطني منزه عن الهوي، وكلامه وما يصدر عنه لا يأتيه الباطل، لا من بين يديه ولا من خلفه، وهو أعلم منا بشؤوننا، وأدري بمصالحنا، هو الذي يسيرها كما يشاء، دون حول ولا قوة ولا إرادة منا
وما علي الشعب بأحزابه وقواه السياسية سوي أن يقولوا لتعديلات الرئيس: ولا الضالين آمين.
أستغفر الله العظيم
ولن أقول «آمين.. آمين» كما تقولها وترددها الأغلبية في البرلمان اليوم
فلاتزال هناك بقية من عقل، وبقية من إيمان
ولانزال نؤمن بأن الإسلام هو دين الحق والعدل
وهو آخر الرسالات السماوية
وأن محمدا هو آخر الرسل
حتي ولو كذب نواب الحزب الوطني
No comments:
Post a Comment