الديمقراطية هي علي ما يبدو من أكثر المواضيع جاذبية في جلسات المقاهي والعزومات والقعدة العربي في المحروسة في الفترات الأخيرة. وطبعا كعادتنا في التشنج، انقسمنا حول هذا الموضوع إلي فرق شديدة الشبه بفرق دوري فودافون"اتصالات حاليا"
. فرق مكسحة وحالتها بالبلة ولكن يلتف حولها جمهور متعصب ومتحفز للفتك بالآخر.
فرق لا تفقه في فنون اللعبة التي تمارسها شيئا إنما تمارسها عشان هو كدة... زي ما لازم يكون فيه دوري، لازم يكون فيه مناقشات وهرتلات لا تنتهي. فرق ماتتفقش علي حاجة فهي لا تسعي إلي إسعاد الجمهور مثلا أو تحقيق مكاسب احترافية لا سمح الله، بل كل فريق يتمني أن تنشر له صورة في جرنان كحيان أو الحصول علي قرشين والسلام.فريق السلطة يلعب منفردا علي القمة رغم عدم تمتعه بأية شعبية تذكر.
هذا الفريق يلعب بواقعية شديدة ويتبع مبدأ قاعد قاعد علي قلبكم، حتي اسألوا عساكر الأمن المركزي. وطالما قاعد، يبقي مفيش مانع من بعض المناورات الساذجة يعني شوية كلام عن تعديل الدستور، علي برنامج نووي شوية تحابيش يعني لزوم تشتيت الجمهور وشغل الرأي العام العالمي الذي يتمتع بقدر لا بأس به من الهبل أو الاستهبال الله أعلم.
فريق دعاة الديمقراطية يجيد تنظيم الندوات وعمل التقارير والحديث عن تشكيل لجان لتعديل الدستور والتداول السلمي للسلطة ولكن ليس لأي منهم أي برنامج واضح فيما يتعلق بالعمل علي تغيير حالة الخيبة الثقيلة التي نعاني منها.
كما ان هذا الفريق عنده شوية قصر نظر حيث يتلعثم أي منهم إذا سألته كيف تضمن استمرارية النظام الديمقراطي المبني علي تداول السلطة إذا تم تطبيقه؟
كما إن أغلبهم يعاني من الأزدواج في الشخصية حيث يصيبهم الدوار إذا ذكر أحدهم ان أحد النتائج المحتملة هو صعود الإخوان المسلمين للسلطة.
فريق الوطنيين الرومانسيين هو فريق محدود للغاية يلعب حاليا في دوري المظاليم ويكتفي بشرب القهوة في مكتبه والعض علي أصابعه , لعن الزمن الأسود.
فريق الإخوان المسلمين يتقدم بخظي ثابتة في توسيع شعبيته بشعاراته الدينية الجذابة و يقدم برنامج يجبر بخاطر المواطن.
أما الفريق الأكبر وهو الشعب فهو الفريق الوحيد الذي يتفق علي شيء فيما بينه: إنه ما لوش دعوة... ي
مكن يتعاطف أي منهم علي استحياء مع أحد الفرق الأخري، أو يكون رأيا سياسيا متواضعا علي سبيل أهى تسلية والسلام
كله يتفق علي لعن الأيام السودة ويري إنه مافيش فايدة، ويتفنن في تخيل سيناريوهات المستقبل التي إيضا يتفق علي انها سوف تكون أسود ...
المهم يعني بعد موجز الأنباء دة، فإن رأيي المتواضع ان كل الفرق المذكورة أعلاه باستثناء الأخير نفسها توصل للسلطة وتحلم بالمجد وحكم مصر (ولو إن حكم مصر هذه الأيام أصبح يحتاج ذكاء أقل من دخول كلية الحقوق)
من الآخر يا اخوانا، أي شخص يصل إلي السلطة لن يتركها إذا لم يكن مضطرا لذلك (إلا إذا كان شارل دي جول أو نيلسون مانديلا). .
"الزعيم المؤمن السادات غير الدستور قبل مصرعه ليستمر في السلطة "لما له من أياد بيضاء علي مصرإذا نجحت النخبة الديمقراطية (دة علي فرض إنها موجودة) في تحقيق مطالبها الديمقراطية والشعب قاعد يسقف، ستقوم نفس تلك النخبة بالقضاء علي تلك المكاسب والشعب برده قاعد يسقف
الديمقراطية جزء من حرية البني آدم، إذا كان المواطن المصري لا يؤمن بحريته الشخصية ويري إنه ما لوش دعوة إذا كانت فلوس البلد (إللي هيه فلوسه) بتتسرق أو ان الحكام (اللي هو المفروض بيفوضهم) مبرطعين في السلطة غير آبهين برأيه أساسا بل يضربونه بالصرمة إذا تكلم، فحتما لن يتبرع أحد بإعطاءنا تلك الحرية كهدية في عيد الفطر.
لا الإخوان ولا الحزب الوطني ولا أمريكا ولا أي شخص آخرلماذا لم يضرب جاك شيراك مثلا موارد فرنسا في جيبه؟ ليه مكملش في الحكم مع انه كان ليه فترة تالتة
طبعا السبب لا يتعلق بكون الدستور الفرنسي أفضل من الدستور بتاعنا، أو ان شيراك راجل طيب وشايف ان السرقة حرام،
السبب هو انه لو فعل ذلك سينزل المواطن الفرنسي ويشرشحله وحيقلبه ويجيب غيره.
هل "تتخيل مواطنا أوروبيا يقول "البلد بتتسرق.. وانا مالي؟
أمامنا الآن حل من اثنين: إما أن نفيق ونعرف حقوقنا جيدا وندافع عنها،
أو أن ندعو أن يصل إلي الحكم نيلسون مانديلا جديد
وموت يا حمار
وربنا يديم العز
ويجعله عامر
No comments:
Post a Comment