لا يهمني في الأمر إن كان الجيش المصري يدعم بقاء أحمد شفيق من عدمه
فالجيش وكما صرح ينفذ مطالب الشعب التي وصفها بالمشروعة
ووقت أن يتنكر لذلك فهو الخاسر الأوحد
ولكن ما يعكر صفو عشقي لبلادي أن أجد الكثير من حزب "متابعة الثورة كنباوي " الأكبر في مصر
يتقاتلون نقاشا وحديثا عن ضرورة استكمال الفريق أحمد شفيق للفترة الانتقالية
كلمة الفترة الانتقالية هي الأكثر ترديدا بين الكنباوية
وأن الأمر كله لن يتعدى شهورا يذهب من بعدها كل في طريقه
ويطالبون المتظاهرين الرافضين لحكومة شفيق بالصبر بمقولة هي الآخرى شهيرة
"مفيش حاجة بتخلص بضغطة زرار"
هناك من يتمسك بوازعه الديني قائلا "ربنا خلق الدنيا في 6 أيام
أقول لكم وبكل الصدق
لماذا تصبرون فقط على أحمد شفيق ولا يعرف الصبر طريقا حين يتظاهر المطالبين برحيله في ميدان التحرير
إذا كان الصبر هو السمة الغالبة عليكم
فالأولى أن تصبروا على تظاهرة مليونية كل أسبوع
من أن تصبروا على عملية إعادة هيكلة وتنظيم وترتيب أوراق لهؤلاء الذين كانوا يوما يسخرون من الثورة والثوار، ولايخفى على من يمتلك القليل من الحدس السياسي أو اليسير من الذكاء أن يتفهم أن هناك عملية ممنهجة للالتفاف والتحايل على الثورة
الكثيرون من الكنباوية يتساءلون ... لماذا الإصرار على مطلب إقالة حكومة شفيق ؟ وهل تعيين مبارك المخلوع له هو سبب كافي لإقالته ؟
ولا يعلم هؤلاء أن هذا السبب أكثر من كاف ... لو كنا نجيد فهم السياسة
ولكن لو اعتبرنا أنه ليس سببا كافية
فيمكن للجميع أن يشاهد الحلقات المسجلة مع الفريق شفيق .. قبل خلع مبارك وبعدها
ليجد التلون والميوعة هي العنصر الأساسي لكلماته
يمكننا أن نتابعه قبل الخلع وهو يتحدث ساخرا عن "البونبون" اللذي سيهديه لمتظاهري التحرير ولم يفعل ذلك بالطبع
يمكن أن ترى اعترافا صريحا بأن زوجته وأولاده كانوا من المتظاهرين تأييدا لبقاء مبارك
تسمعه بوضوح وهو يتعهد بسلامة المتظاهرين في التحرير وأن تلك السلامة المتعهد بها "على رقبته" ومازالت رقبته في موضعها ...ويقول لك بضمير مرتاح.. متأسفين
ومن بعد الخلع يعترف بأنه زار المخلوع واطمأن على سلامته واصفا إياه بـ"سيادة الرئيس" بمنتهى الأريحية
ومن ثم يكرر بطريقة مستفزة "حركة الشباب" ناسيا أو "متناسيا" أنها ثورة
يتحدث سيادته عن حرية الرأي والتعبير ولا يعين وزيرا للإعلام
ثم يتصل تارة ليقطع إعادة بث برنامج ابراهيم عيسى على قناة دريم الفضائية في حلقة استضافه فيها عمرو الليثي
وتارة أخرى ليشنع على محمود سعد في العاشرة مساءً ويصرح بأن سعد اعتذر عن منصبه بعد أن تقلص راتبه
والكل يعرف أن سعد اعتذر عن البرنامج لإجباره على استضافة سيادة الفريق
والكل يعرف من قبل أن سعد كان قد اعتذر عن تقديم البرنامج قبل خلع مبارك ومع بداية أحداث الثورة دون أن يتقلص راتبه مليما واحداً
يتلاسن الكنباوية كثيرا عن الثوار والشباب وعن مطالبهم المتزايدة
وهذا التلاسن يثبت فعلا مدى كنباويتهم وأنهم لا يعرفون شيئا عن غير طريق شاشات التلفزيون
فمطالب الثوار ياسادة لم تزد يوما ولم يرتفع سقفها
ياسادة طلبنا إسقاط النظام... والنظام لايسقط دون سقوط أركانه كلها
طلبنا من اليوم الأول إقالة الحكومة ...وليس معنى إقالة الحكومة هو إقالة نظيف والإتيان بشفيق عن طريق نفس المخلوع
طلبنا من اليوم الأول إقامة حكومة تكنوقراط يتوافق عليها الشعب ... وليس حكومة لاتباع مبارك يتوافق عليها الجيش
بعيدا عن كل تلك التفنيدات السابقة السابقة والتى قد لاتكفى البعض من الكنباوية أعضاء فريق شفيق واستمراره
ومن منطلق كنباوي بحت أدعو كل من الفريق وفريقه لمشاهدة مايحدث في فرنسا
وزيرة الخارجية الفرنسية تستقيل ...لماذا ؟
"لاتخاذها موقفا مناهضا للثورة التونسية"
أي والله هذا ماذكر في البيان الرسمي
أي والله هي وزيرة فرنسية ... وناهضت الثورة التونسية
أعرف أن الكثيرون منهم وبحكم كنبياتهم سيهللون
وهل تقارن مصر بفرنسا
لن أرد عليك بأنه ،وما المانع في ذلك؟
لأنها ليست الإجابة الصحيحة عن مثل هذا التساؤل
فليس هناك وجه للمقارنة من الأساس
فهذه وزيرة دولة "أحست..وخلي بالك من أحست دي" بأن شعبا غير شعبها ينظر لها نظرة "شبه" معيبة
وهذا رئيس وزراء "لايحس" أن الكثير من بني بلده رافضين له .. كارهين لتوليه منصبه.. وبالطبع لايستقيل
تساؤل يحيرني وأوجهه للفريق وفريقه
حتى ولو كان هناك إجماعا على شخص الفريق ... فلماذا السكوت على وزراؤه
بداية من وزير خارجية حقل يتخذ استراتيجية "كسر رجل أي فلسطيني يدخل مصر" و كادت مصر أن تفقد مياه شربها في إشرافه وأهدر دم المصري في كل مكان في الأرض بعد أن أهدرت في مصر
ووزير عدل مطعون في نزاهة أداؤه لعمله ببلاغات من قضاة "بلاغ وليس حكم من قاض" ،شارك في إعلان نتائج انتخابات معلنة من ذي قبل ،وشارك في تزوير إرادة شعب والتحكم في حكامه من القضاة
ووزير داخلية يصرح بأن الأمن لم يرتكب مخالفات ولم يفتح النيران على متظاهرين .. تلك النيران التى انطلقت بعد أن أبكي عيونهم دما وأشعل رئاتهم احتراقا وفقع عيونهم رجما بالمطاط.. تلك النيران التي انفتحت على العزل في بيوتهم وشوارعهم حتى من دون ارتكاب إثم التظاهر .. معللا الرصاصات في جسد الشهداء بعناصر أجنبية ... بطريقة تماثل تلك السخيفة التى اعتدناها من سالف
ووزير بترول عضو في شركة تصدر الغاز للصهاينة
وما خفي من "وزر" باقي الوزراء كان أعظم
أما إذا كان سكوته على هؤلاء الوزراء نتيجة لفرضهم عليه من جهة تعلوه
ولو حسبنا أنه رجل نزيه نظيف وطني مخلص محب لبلده ويخاف على مستقبلها
فلماذا يسمح لنفسه بالاستمرار في العمل تحت هذا الإلزام وذلك الضغط
ولماذا لا يتقدم باستقالته
أيها الفريق اترك الفريق
أيها الفريق اترك الفريق
أيها الفريق اترك الخوف
أيها الفريق اترك الوزارة